الخوف عند الأطفال أمر طبيعي ومرحلة طبيعية يمر بها معظم الأطفال. حتى أن الآباء هم من يعلمون الطفل الخوف حفاظا على حياته، كتعليمهم الخوف من النار ومن الأماكن المرتفعة ومن خطر السقوط وما إلى ذلك.
مقالات ذات صلة:
طرق مساعدة الطفل على الكلام بشكل صحيح
وبما أن منظومة عقل الطفل غير مكتملة النمو وخياله واسع فقد يطوّر الطفل مخاوف غير منطقية كالخوف الغير المبرر من الظلام أو من وجود لص أو من وحش تحت السرير أو في خزانته.
هناك عوامل عدة تساهم في جعل الأطفال يخافون منها:
- العامل الجيني، حيث أن طبيعة بعض الأطفال مختلفة عن غيرهم بحيث يكونون أكثر حساسية وبالتالي يكون تعرضهم له أكبر.
- وجود اضطرابات القلق عند واحد من الآباء على الأقل. مما يزيد فرصة إنتقال هذا الاضطراب للطفل.
- الآباء اللذين يبالغون في خوفهن على أطفالهم ويبالغون في حمايتهم. فهم بهذا التصرف يرسلون رسالة للطفل بوجود تهديد يستثير المخاوف.
- الحوادث والأزمات التي تحدث في حياة الطفل كانفصال الوالدين أو حوادث السقوط وغيرها.
طرق مقترحة للتغلب على مخاوف الطفل:
دائما تكون الخطوة الأولى في تصحيح أي مشكلة الإعتراف بها، إذن عليكي عزيزتي الأم أن تعترفي وتظهري الإهتمام لهذه المشكلة. لكن ذلك بالطبع لا يعني تصديقها بهذا الشكل سيشعر الطفل أنه يثق بك وسيسمح لك بمساعدته على تخطيها. إن أسوء ما يمكنك فعله هو السخرية من الطفل ومخاوفه حيث أن ذلك سيزيد من تأزم الوضع. كما أن محاولة تخطيها بمواجهتها بشكل قسري سيزيد من تعقيد المسألة.
ومن الجدير بالذكر أن محاولة إقناع الطفل بأن لا شيء يدعو للخوف بالنظر أسفل السرير وداخل الخزانة سيعطي الطفل دافعا أقوى لاختلاق مخاوف جديدة. إليك عزيزتي الأم هذه الطرق والوصايا للمساعدة الطفل على التخلص من مخاوفه:
- إن إنشاء نظام روتيني للنوم له تأثير جيد في التحكم في مخاوف الطفل، حاولي الحفاظ على ساعة معينة لنوم الطفل، وضعي دميته في سريره وقت النوم إذا كان معتادا على ذلك، إروي له حكاية واجعلي وقت النوم ممتعا.
- إذا كان الطفل يخاف من اللصوص فدعي مهمة إغلاق الأبواب والنوافذ على عاتق الطفل.
- إذا كان طفلكِ يخاف الظلام وهو من أكثر مخاوف الأطفال شيوعا. يمكنكِ استخدام ضوء ليلي خافت والتأكد أن الأشياء في غرفة الطفل لا تظهر خيالات قد تكون مخيفة للطفل.
- أخرجي من غرفة الطفل كل ما يمكن أن يدعو للقلق والخوف مثل الألعاب والدببة المحشوة الكبيرة أو الصمديات التي قد تثير حفيظة الطفل وتجعله عرضة للخيالات.
كذلك يمكنك القيام بما يلي :
- دعي الطفل يواجه الأمر بتدرج ولا تجبريه أبدا، فمثلا إذا كان طفلكِ يخاف الكلاب، ابدأي بتعريضه بشكل غير مباشر لصور الكلاب ثم بإمكانكِ شراء لعبة على شكل كلب ثم تعريض الطفل لكلب وديع وأليف وهكذا لكن حذار من الضغط على الطفل.
- إذا كان طفلكِ يتسلل من فراشه ليلا لينام في سريرك فاتبعي الأسلوب التالي: بمساعدة الطفل اشتري حبلا طويلا ودعي الطفل يقوم بربط طرف الحبل الأول في سريره والطرف الآخر في سرير الأم، وعند استيقاظه ليلا أخبريه أن يمسك بالحبل وهكذا سيشعر أنه مرتبط بأمه بدل من أن يهرع إليكِ.
- تأكدي من أن المواد التي يشاهدها طفلكِ على التلفاز والكتب التي يقرؤها مناسبة لعمره ولا تحتوي على مشاهد عنف ورعب.
- تعمدي عمل نشاطات ممتعة في الظلام. مثلا يمكنك تخبئة هدايا صغيرة وبسيطة في أنحاء متفرقة من البيت في الليل ومن ثم أطفئي الأنوار واطلبي من طفلك عن الطريق اللعب أن يقوم بإيجاد الهدايا المخبئة باستخدام مصباح الشعلة. مرة بعد مرة سيبدأ الطفل بالتغلب على خوفه من الظلام وستلاحظين ذلك.
- هذه النقطة الأخيرة من أهم النقاط التي يجب عليك تطبيقها. فبعد استماعك لمخاوف طفلكِ اشرحي له أن لجميع الناس نوعين من العقول، العقل الذكي والعقل المتوتر، وأن العقل المتوتر يريد دائما فرض سلطته علينا لأنه يكره أن نكون أذكياء.
ويمكنك أيضا القيام بالتالي :
اسأليه أي من هذين النوعين من العقول تفضل الإستخدام. طبعا سيجيب أنه يفضل استخدام العقل الذكي، أخبريه أنه في حال شعوره بالخوف الغير المبرر فإنه يسمح للعقل المتوتر بالسيطرة وهكذا قد لا نتصرف بذكاء ثم اسأليه عن مخاوفه مجددا واسأليه برأيك من أين أتت هذه الأفكار؟ من العقل الذكي أم من العقل المتوتر؟ هل ستسمح لعقلك المتوتر بالسيطرة عليك وجعلك لا تفكر بعقلك الذكي. وهكذا تدرجي معه بالأسئلة بتدرج منطقي لمساعدته على تخطي مخاوفه بالتفكير المنطقي.
تذكري عزيزتي الأم أن الخوف مرحلة طبيعية في حياة الطفل لذلك فإن التغلب عليه سيحتاج منك الصبر والتفهم. أما إذا كان خوف طفلكِ خوفا مبالغا به. بحيث يعرقل سير حياته الطبيعية ويحرمه من النوم ومن اللعب فإننا نهيب بك أن تراجعي مختصا نفسيا لأن ذلك قد ينبئ بوجود مشكلات تحتاج تدخل المختصين.