التعامل مع القلق مهارة يمكن تعلمها وممارستها وتطبيقها مع الوقت وبطرق فعّالة. حيث أنّ القلق شعور طبيعي فطري يأتي استجابة من الإنسان على الأحداث البيئية المحيطة، مما يدفعه لتحضير وتحسين نفسه نحو الأفضل.
مقالات ذات صلة:
طريقة استرخاء العضلات التدريجي للتعامل مع حالات التوتر والقلق
البعض من القلق ضروري لاستكمال حياتنا بشكل طبيعي، لكن متى يصبح ظاهرة بحاجة للإنتباه والعلاج؟
يصبح أمراً جدياً وبحاجة للانتباه في حالة تداخله في كل مناحي حياتنا؛ حيث يمنعنا من التصرف بطريقة طبيعية ويبدأ بالتأثير على قوام حياتنا وعلى صحتنا الجسدية.
فيبدأ الإنسان القلِق بالإحساس بالصداع وآلام المعدة والإرهاق العام ومن الأرق ومن مزاج سيئ بشكل عام. حيث يبدأ الدماغ بتضخيم المشاكل ورسم نهايات تراجيدية. وتبدأ الأفكار السلبية تدلوا بدلوها ونبدأ باستخدام العقل العاطفي الحساس، فتزداد حساسيتنا لكل شيء وكلمة وموقف من حولنا.
لكننا أيضا نلاحظ أن بعض الناس اللذين يمرون بظروف مشابهة أو حتى ظروف أقسى من ظروفنا يمتلكون رباطة جأش قوية تجعلنا نتسائل كيف لهم أن يتصرفوا بهذا الشكل الرزين؟ إنهم فقط دربوا أنفسهم على التعامل مع القلق.
سنبين لكم في هذا المقال كيف تدرب دماغك على التعامل معه:
- أحضر ورقة وقلم وخذ نفساً عميقا ً ثم أغمض عينيك لدقيقة. جمع الأفكار التي تسبب لك القلق وابدأ بكتابتها على الورقة.
يميل عقلنا بشكل فطري إلى المبالغة في كل شيء. لذلك فإن كتابة المشكلة على الورقة سيمرر بشكل لا واعي للعقل بأنك لطالما كنت تبالغ. وبهذه الطريقة ستبدأ بملاحظة نفسك أنك الآن تقلق.
بعد أن تلاحظ نفسك أنك تقلق إبدأ بتسجيل الظروف المحيطة بك، هل أنت جائع؟أو عطش؟ هل تشعر بالحر؟ هل نلت قسطاً وافراً من النوم أو تشاجرت مع أحد؟
بهذه الطريقة يمكنك خلق نمط لتتعرف أكثر على أسباب قلقك، فلربما يكون سبب قلقك الجوع أو العطش أو الظروف الأخرى التي إذا استطعت علاجها فإنك ستعالج قلقك.سيحتاج منك خلق النمط أكثر من جلسة، لذلك داوم على كتابة ما يقلقك دائما.
- استخدم القلم والورقة مرة أخرى لكن هذه المرة لتسجل فيها نجاحاتك السابقة في التعامل مع القلق. دوّن بجلسة عصف ذهني كل المواقف التي استطعت التعامل مع القلق والتغلب عليه. اكتب كيف كنت قويا واستطعت التعامل مع القلق، اقرأ جميع المواقف بصوت عال وأعد لنفسك المشاعر التي شعرتها في تلك المواقف. بهذه الطريقة ترسل لدماغك رسائل مفادها أنك ستتغلب على القلق وستتعامل معه.
- مارس التأمل. فالتأمل من أفضل النشاطات التهديئية، إن من شأن ممارسة التأمل أن يعيد الإنسياب الطبيعي لمشاعرنا ويوازنها.
سيجعلك التأمل تتقبل نفسك ومحيطك وسيخفف كثيرا من قلقك وسيعيد مستويات طاقتك لمكانها الصحيح، يوجد في موقعنا مقالات رائعة عن فوائد التأمل وكيفية القيام به ننصحك بقراءتها.
- التخلي؛ أحياناً نكون ضمن علاقة تجعلنا تحت ضغط وقلق دائم أو شخص يتعمد إقلاقنا دائماً أو وظيفة مؤرقة وموترة للأعصاب. فالحل الأمثل في مثل هذه الحالات هو التخلي، إن صحتك الجسدية والعقلية أثمن بكثير من علاقة أو عمل.
أما إذا كان ما يقلقك هي أفكار وذكريات من الماضي فاكتبيها على ورقة ثم مزقها أو أحرقها أو ألقها في المرحاض وردد بصوتٍ عالٍ خلال عملية الإتلاف أنا أتخلى عنك أنا أتركك. وكلما عاودتك هذه الذكريات ردد مجدداً بصوت عالٍ أنا تخليت عنك أنا تركتك لن أفكر بك مرة أخرى لن أسمح لك بالسيطرة على عقلي وحياتي.
ستمارس هذا التمرين أكثر من مرة ثم سيتبرمج عقلك على التخلي عن هذه الذكرى أو الفكرة السيئة وستنتصر.
- في حال كان قلقك عنيداً وبدأ يسيطر على حياتك ويؤثر على جودتها؛ فإننا ننصحك بمراجعة المختصين حيث يمكن أن يدلك على علاجات سلوكية متخصصة أو علاجات كيميائية لقيت صدىً رائعاً في السيطرة على القلق والتعامل معه.