الزوج العصبي شخصية تؤرق الكثير من السيدات، حيث تشعر بعضهن بعد الإرتباط أحيانا بخيبة أمل من الطريقة التي يتعامل بها زوجها معها ومع من حولها. فبينما يكون زوجها أحيانا في غاية اللطف والحنو، فإنه يتحول وقت غضبه إلى شخص لا يمكن احتماله أو التعامل معه.
مقالات ذات صلة:
فهو يغضب لأتفه الأسباب وتتأجج بداخله نيران الغضب التي سرعان ما يبدأ بنفث ألسنتها على من حوله متجاهلا ما يحمله شعور الغضب من مشاعر سلبية ومؤذية للآخرين. فهو يغضب على النادل والصيدلاني وباقي السائقين من حوله وعلى الجيران وعلى أسباب تستحق الغضب وأخرى لا تستحق. وتبقى العديد من النساء في مرحلة من التردد ما بين حبها لشريكها وما بين شعورها المتنامي بخيبة الأمل والحرج من تصرفات زوجها تجاه الآخرين في حال غضبه.
فما هي الطريقة المثلى للتعامل مع الزوج العصبي ؟
أولاً دعونا نخبركم أن مشاعر الغضب هي من المشاعر الأساسية التي أدت إلى نجاة الإنسان على هذا الكوكب على مر السنين. فالغضب مهم للإنسان مثله مثل الشعور بالفرح والحزن والخوف والتعب.
متى يكون الغضب مؤشر خطر وماذا يمكنكِ أن تفعلي للتعامل مع الزوج العصبي؟
قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أولا التأكيد على أننا نتناول في مقالنا هذا الغضب والعصبية اللفطية فقط، يعني إذا كان زوجك يغضب ويصرخ ويبدأ بالمضايقات اللفظية عند غضبه وإذا كان يعتبر نفسه دائما على صواب وهو المحق في كل تصرفاته. أما إذا تعدى غضب زوجك حدود ذلك إلى حد استخدام العنف الجسدي فإنه في هذه الحالة يعاني من الخلل الإنفعالي المتقطع.
إن أفضل طريقة للتعامل مع الغضب كما ذكرنا في مقالة سابقة ( التحكم بالغضب عند الأطفال) هي بالسيطرة عليه ومحاولة كبحه لا بالتنفيس عنه وإخراجه على الملأ.
ويلاحظ في هذا المجال أن المرأة أكثر تحكم في غضبها من الرجل، ربما قد يرجع ذلك لأسباب اجتماعية، فإنه من الغير المقبول اجتماعيا صراخ امرأة ما على النادل الذي تأخر بإحضار طلبها، بينما نراه أمرا معتادا من الرجال مثلا إن الغضب شعور سلبي مثله مثل أي شعور اْخر، بالإصرار والإرادة والتوجيه الصحيح ودعم المحيطين يمكننا التغلب عليه. فإذا كان لا يمكننا تغيير شخصياتنا فإنه يمكننا وبالمطلق تغيير سلوكياتنا.
الغضب عند البالغين هو امتداد لعدم التحكم بالغضب منذ الطفولة، لذلك فإن الغضب مثل كل المشاعر الأخرى التي علينا أن نتعلم كيف أن نتحكم بها ونتعامل معها.
ماذا أفعل للتعامل مع الزوج العصبي ؟
إن أول قرار عليك اتخاذه وبحزم هو أن تقولي لا للغضب ، لا لعدم التحكم بالنفس، ثم عليك فتح نقاش جدي وحازم مع زوجك لفهم بعض النقاط المهمة وهي كالتالي:
- هل يدرك زوجي أنه يغضب؟
- هل يدرك عواقب غضبه ابتداءا من إحراجك أو إحراج نفسه أمام الآخرين وانتهاء بمشاعر العجز والخوف التي يتركها في نفسك كل مرة يغضب بها؟
- وهل يقر بوجود مشكلة الغضب لديه؟
- هل يقر بضرورة تغيير هذا السلوك وضرورة التحكم بنفسه؟
- وهل يقر أنه يحتاج وجودك معه في رحلة تعافيه والسيطرة على غضبه؟
- هل يحاول بأي شكل من الأشكال أن يتحكم بنفسه؟
- وهل يؤمن بضرورة اللجوء إلى المختصين في حالة فشل المحاولات المتكررة للسيطرة على الغضب؟
إذا كانت إجابته بنعم على كل ما سبق، فإنه يتوجب عليكِ عزيزتي أن تزورا معا المختصين بالتحكم بالغضب، وذلك للتعرف على الخطوات اللازم اتباعها خلال فترة تعلم التحكم بالغضب. عليكِ أن تكوني صبورة جدا وعليك فهم أن التخلص من عادة نشأت منذ الطفولة ليس بالأمر السهل، فدعي حبك لزوجك يكون دافعا لديك لتحمل فترة التعلم. في حال عدم انصياع زوجك في أمر التحكم بالغضب وعدم رغبته بزيارة المختصين فإنه عليك التفكير مليا وبشكل جدي بأمر علاقتكما. هل تستحق هذه العلاقة القيام بتضحيات عظيمة؟
عليك أن تطبقي دوما سياسة لا للغضب ونعم للتحكم بالذات، عليك أن تدركي أهمية نفسك وأهمية مشاعرك. وعلى زوجك ادراك مدى اهتمامك بعلاقتكما ومدى استعدادك لدعمه لكن بشرط أن يكون هو الآخر يقدر مشاعرك ويدرك مدى أهمية وجودك في حياته. وأن يسعى بشكل جدي للتحكم في غضبه. على زوجك أن يفهم أن لكل التصرفات عواقب. وأن عواقب اصراره على الغضب وعدم التحكم بنفسه سيؤدي بالنهاية لتدمير العلاقة بينكما بشكل نهائي. عليكم التوجه للأخصائيين وطلب المساعدة منهم والاستفادة من برامج التحكم بالغضب.
ومما لا شك فيه أن الغضب يؤثر سلبا على صحة الإنسان. فهو مسؤول عن إفراز هرمونات التوتر والغضب التي بدورها تضعف القدرة المناعية للجسم وتحطم الخلايا الدماغية المسؤولة عن المنطق.
وأيضا تضعف الذاكرة قصيرة الأمد؟ هذا على الصعيد الصحي، أما على الصعيد الاجتماعي فإن الغضب ينفر الناس من حولنا مما قد يؤدي لخسارة الأحباء أو خسارة الوظيفة وغيرها..