تُعدّ مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض من الاضطرابات الهرمونية الشائعة التي تؤثر على صحة النساء بشكل كبير. رغم بقاء الأسباب وراء تكيس المبايض تبقى مجهولة، الا أن موقع CDC أشار الى أن ارتفاع مستويات الأندروجين الذي بدوره يرتبط بمقاومة الأنسولين ويساهم في ايقاف الاباضة، من الأسباب الرئيسية لتكيس المبايض اضافة الى الوزن والتاريخ العائلي.
يُقدم هذا المقال تقييمًا شاملًا للعلاقة بين مقاومة الأنسولين وتكيسات المبايض، مع التركيز على الأعراض، وطرق التشخيص، والعلاجات المتاحة، بالإضافة إلى نصائح هامة للوقاية من المضاعفات.
ما هو متلازمة تكيس المبايض؟
متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، المعروفة أيضًا باسم متلازمة المبيض متعدد الكيسات، هي اضطراب هرموني شائع يصيب النساء في سن الإنجاب وهي السبب الأكثر شيوعا لغياب للدورة الشهرية وتوقف الاباضة والسبب الرئيسي للعقم.
تشير منظمة الصحة العالمية الى أن متلازمَة المبيض تصيب من 8 الى 13% من النساء في سن الانجاب، مع نسبة تقترب من 70% من الحالات التي لم يتم تشخيصها بعد.
أعراض تكيس المبيض
هناك أنواع عديدة من التكيسات قد تشعر النساء بالأعراض بشكل متفاوت وقد لايحدث عند بعضهن اضطرابات في الطمث أو آلام وقت الجماع لكن التكيس في النهاية واحد. تشير منظمة الصحة العالمية الى الأعراض المحتملة، وهي كما يلي:
- اضطرابات في الدورة الشهرية قد يصاحبها غياب الدورة لعدة أشهر.
- آلام وانقباضات شديدة مع نزول الطمث قد يصاحبها شعور بالغثيان.
- التأخر في الانجاب للمرأة المتزوجة.
- زيادة ظهور الشعر في الجسم خاصة المناطق غير المعتادة مثل الوجه خاصة الذقن والصدر والساقين.
- تساقط شعر الرأس خاصة المنطقة الأمامية من الرأس.
- اضطرابات الحالة النفسية.
- السمنة وزيادة الوزن وخاصة زيادة دهون منطقة البطن.
اضافة الى هذه الأعراض، يمكن للمصابات بهذا الاضطراب المعاناة من مشاكل صحية أخرى، مثل: مرض السكري، سكري الحمل، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الكولسترول، توقف التنفس أثناء النوم، السكتة الدماغية اضافة الى القلق والاكتئاب.
ما الذي يسبب تكيس المبايض؟
- العامل الوراثي له دور كبير في هذه الحالة.
- زيادة افراز الغدة الكظرية للهرمونات الذكرية.
- قلة افراز الدوبامين الذي يتم انتاجه في المراكز العليا من الدماغ.
- حدوث مقاومة هرمون الانسولين.
- زيادة الوزن خاصة منطقة البطن.
- العادات الغذائية الغير صحية.
- ضعف المناعة عند المرأة.
التشخيص
تعتمد عملية تشخيص متلازمَة المبيض على تقييم الطبيب للأعراض التي تظهر على المريضة ونتائج الفحوصات الطبية. حيث يرى اذا كانت المرأة تعاني من اثنين على الأقل من الأعراض المذكورة أعلاه، اضافة الى نتائج الفحوصات الطبية التي تكون عن طريق:
- الفحص البدني: سيقوم الطبيب بفحص المريضة للتأكد من وجود أي علامات تدل على متلازمة تكيس المبايض، مثل زيادة الوزن أو نمو الشعر الزائد أو اسمرار الجلد.
- فحص الموجات فوق الصوتية: سيقوم الطبيب باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لفحص المبايض والتأكد من وجود أي تكيسات.
- فحص الدم: سيقوم الطبيب بإجراء فحص الدم للتأكد من مستويات الهرمونات في الجسم، مثل هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة)، هرمون الأنسولين، هرمون الإستروجين، هرمون الُلوتِن، و الهرمون المضاد لمولر (يقيس مستوى خصوبة المبايض).
ملاحظة:
وجود كيسات المبيض لا يكفي للتشخيص، حيث أن العديد من النساء اللواتي لا يعانين من متلازمة المبيض لديهن كيسات على المبيض.
العلاج
يشمل عدة نقاط تبدأ أولا بعلاج الأعراض :
- علاج زيادة الوزن عن طريق تنظيم العادات الغذائية واتباع حمية غذائية سليمة ومتكاملة وقليلة السعرات. (يجب عدم تناول أدوية التخسيس في هذه الحالة لأن أغلبها تعمل على التحكم بالهرمونات).
- علاج تساقط شعر الرأس ويستخدم في هذه الحالة العلاجات الموضعية مثل Minoxidil spray.
- وعلاج الشعر الزائد في الوجه والصدر وغيرها من الأماكن الغير مرغوب فيها ويستخدم هنا الليزر كحل جذري وآمن.
- علاج عدم انتظام الدورة الشهرية بأخذ أقراص تنظيم الدورة ( Estradiol – Norgestrel ) بانتظام شديد جدا .
- الاقلاع عن التدخين في حالة النساء المدخنات وكذلك التدخين السلبي .
- ممارسة نشاط بدني دوري ما لا يقل عن 3 ساعات اسبوعيا.
مقالات ذات صلة: علاج تكيس المبايض باتباع حمية غذائية!
العلاقة بين مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض
إرتفاع نسبة الأنسولين في الدم يجعل المبايض تكون هرمون التستيستيرون ( هرمون الذكورة ) بنسبة أكبر وذلك سبب في:
- زيادة نمو الشعر في الأماكن غير المرغوب بها.
- عدم إنتظام في وقت وكمية الدورة الشهرية.
- ظهور بثور وحبوب دهنية في مناطق مختلفة بالجسم.
وكلما زادت نسبة إفراز الأنسولين، يقاوم الجسم تأثيره وتصبح الخلايا لا تشعر بوجوده ويصبح الجسم يحتاج لكمية أكبر للتحكم وضبط السكر في الدم هذا ما يسمى بمقاومة الأنسولين ( Insulin Resistance ) وغالبا ما يكون سببه وراثي أو زيادة كتلة الجسم “Overwieght”.
يعني أن العلاقة مثل دائرة كل منهما يؤدي إلى الاخر، وتدخل في حلقة تدور فيها بزيادة الوزن وزيادة الانسولين ثم زيادة هرمون الذكورة وتكون التكيسات ثم نعود لنفس الكرة مرة ثانية.
هذا مايفسر لنا وجود الجلوكوفاج أو المتفورمين ( Metformin ) ضمن أدوية علاج بعض السيدات اللاتي يخضعن لعلاج التكسيات أو تأخر الأنجاب.
ولأن المتفورمين لا يسبب أعراضا جانبية جدية غير الطعم المعدني الذي يشعر به المريض ولا يمنع حدوث الحمل فهو خيار مناسب لتنظيم السكر في الدم للسيدة التي تعاني من تكيسات المبيض مع إرتفاع نسبة السكر وزيادة الوزن.هناك معلومة مغلوطة بخصوص التكيسات أنه يسبب العقم الدائم ولا يمكن حدوث الحمل والحقيقة أنه مع العلاج تستطيع المرأة الحمل ومتابعة باقي أمور حياتها بشكل طبيعي جدا.
تعليقان
تسلم ايدك . احسنت
تسلم يارب