ورم الغدة النخامية ( البرولاكتيني) من أكثر أنواع الأورام شيوعا حيث يشكل حوالي 40٪ من جميع أورام الغدة النخامية. لذلك في هذا المقال سوف نتعرف على هرمون الحليب (البرولاكتين) وعلاقته بورم الغدة النخامية كما سنتحدث عن أعراض وتشخيص وعلاج الورم البرولاكتيني.
مقالات ذات صلة:
هرمون الدوبامين وطرق لزيادته بالدماغ!
البرولاكتين أو هرمون الحليب هو هرمون متعدد الببتيد (أي تصنيعه من عدة سلاسل من الأحماض أمينية) يفرز من خلايا متخصصة في الغدة النخامية الأمامية وتم تسميته بهرمون الحليب لأنه يعمل على تحفيز إنتاج الحليب من الغدد الثدية ويرتبط دوره بعملية الإرضاع .
جين البرولاكتين:
استنادًا إلى خصائصه الوراثية والهيكلية والوظيفية، ينتمي البرولاكتين إلى عائلة تضم (هرمون اللاكتوجين المشيمية وهرمون النمو وهرمون البرولاكتين ) حيث تطورت الجينات التي تشفر البرولاكتين، من الجين المشترك لهرمون النمو وهرمون اللاكتوجين عن طريق تكرار الجينات في الجينوم البشري. يشفر هرمون البرولاكتين جين واحد موجود على الكروموسوم 6. حجم الجين برولاكتين 10 كيلو بايت ويتكون من 5 إكسونات و 4 إنترونات. يبلغ طول البرولاكتين البشري 914 نيوكليوتيد الذي يشفّر إلى 227 الأحماض الأمينية. وبالتالي يتكون البرولاكتين الناضج البشري من 199 من الأحماض الأمينية.
من أين يتم إنتاج هرمون البرولاكتين؟
في البشر، يتم إنتاج الكمية الأكبر من هرمون البرولاكتين في الخلايا اللبنية الموجودة في الجزء الأمامي من الغدة النخامية كما ينتج الهرمون بكميات قليلة في أماكن أخرى من الجسم مثل الغدد الثدية وبطانة الرحم والخلايا المناعية والدماغ والبروستاتا والجلد والأنسجة الدهنية. تنتج خلايا اللاكتوتروف في الغدة النخامية البرولاكتين، حيث يتم تخزينها ثم إطلاقها في مجرى الدم.
يتم ضبط إنتاج البرولاكتين عبر جهاز الغدد الصم العصبية الموجود في منطقة الوطاء (تحت المهد)، تقوم أعصاب النواة المقوسة بإفراز الدوبامين حيث يقوم هذا الناقل العصبي بإيقاف فرز البرولاكتين من الغدة النخامية.
ما سبب ارتفاع هرمون الحليب؟
يحدث بسبب طفرة في إحدى الخلايا الطبيعية المنتجة للبرولاكتين في الغدة النخامية. حيث تسمح هذه الطفرة للخلية بالإنقسام بشكل متكرر، مما يؤدي إلى عدد كبير من الخلايا التي تنتج كمية كبيرة من البرولاكتين، ويمكن أن يرجع إلى:
- ورم برولاكتيني (برولاكتينوما).
- ورم كبير في الغدة النخامية يضغط على بقية الغدة.
ما هو الورم البرولاكتيني؟
الورم البرولاكتيني هو أحد أنواع الأورام الحميدة (غير سرطاني) الذي ينشأ في الغدة النخامية ينتج هرمون يسمى البرولاكتين سبب الإصابة بهذه الأورام غير معروف.
والغدة النخامية هي غدة صغيرة بحجم حبة البازلاء وتوجد في قاعدة الدماغ، وعلى الرغم من صغر حجمها الاّ أنها تؤثر على كل أجزاء الجسم وتتحكم في إنتاج العديد من الهرمونات التي تنظيم وظائف مهمة مثل النمو والتمثيل الغذائي وضغط الدم والتكاثر.
ما مدى شيوع وانتشار ورم البرولاكتين؟
تشير دراسات تشريح الجثة أن 6-25 ٪ من سكان الولايات المتحدة يصابون بأورام الغدة النخامية الصغيرة، في سلسلة من العمليات الجراحية وجد أنّ ما يتراوح بين 25-30 ٪ من أورام الغدة النخامية أوراما حميدة وعادة ما تكون الأورام البرولاكتينية صغيرة الحجم، قطرها أقل من سنتيمتر واحد. تسمى هذه الأورام الصغيرة “الأورام الدقيقة”، وهي أقل شيوعًا.
قد ينمو الورم إلى أكثر من سنتيمتر واحد في القطر، وتسمى هذه ب “الأورام الكبيرة”. قد تضغط الأورام الكبيرة في أجزاء قريبة من الغدة النخامية والدماغ.
من هو أكثر عرضة للإصابة بسرطان البرولاكتين؟
النساء أكثر عرضة من الرجال لتطوير ورم البرولاكتين. نادرا ما تحدث هذه الأورام عند الأطفال والمراهقين. عند الأطفال قد تمنع الأورام البرولاكتينية بدء أو عرقلة تقدم سن البلوغ .
ما هي مضاعفات وجود ورم البرولاكتين؟
وجود برولاكتين يمكن أن يؤدي إلى أعراض ومشاكل مختلفة بين النساء والرجال. بعض هذه الأسباب ناتجة عن وجود الكثير من البرولاكتين في الجسم، بينما يرتبط البعض الآخر بحجم الورم وموقعه.
البرولاكتين الزائد، أو فرط برولاكتين الدم، يمكن أن يخفض مستويات الهرمونات الجنسية لدى كل من النساء والرجال. يمكن أن تشمل المضاعفات ذات الصلة:
- العقم
- هشاشة العظام
- مشاكل في الرؤية، تحدث عندما يضغط الورم على الأعصاب البصرية.
- انخفاض مستويات هرمونات الغدة النخامية الأخرى، مثل هرمونات الغدة الدرقية وهرمون الكورتيزول
مسببات الورم:
سبب أورام الغدة النخامية ما زال مجهولا. ولقد ثبت أن الإجهاد يمكن أن يزيد بشكل كبير من مستويات البرولاكتين ومعظم أورام الغدة النخامية ليست وراثية.
الأسباب المحتملة الأخرى للإفراط في إنتاج البرولاكتين تتضمن الأدوية وأنواعًا أخرى من أورام الغدة النخامية وقصور الغدة الدرقية والتهيج المستمر للصدر والحمل والرضاعة الطبيعية.
ما هي أعراض وجود ورم البرولاكتيني؟
قد لا يكون هناك علامات أو أعراض واضحة للأورام البرولاكتينية. على الرغم من ذلك، يُمكن أن تَنتج العلامات والأعراض من فرط إفراز هرمون البرولاكتين في دمك (فرط برولاكتين الدم) أو من وجود ضغط على الأنسجة المحيطة بورم كبير.
لدى الإناث، يمكن أن تَتسبب الأورام البرولاكتينة في حدوث ما يلي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انعدام وجودها
- وجود إفرازات لبنية من الثدي (سيلان الحليب) عندما لا تَكونين حاملًا أو لا تَكونين تُرضعين رضاعة طبيعية.
- الشعور بألم أثناء الجماع نتيجة لجفاف المهبل
- ظهور حب الشباب وزيادة نمو الشعر في الجسم والوجه
أما لدى الرجال، فيمكن أن تَتسبب الأورام البرولاكتينة في حدوث ما يلي:
- ضعف الانتصاب
- قلة نمو الشعر في الجسم والوجه
- وفي حالات غير شائعة، تَضخُّم في الثدي (تثدي الرجال)
لدى كلا الجنسين، يمكن أن تتسبب الأورام البرولاكتينية فيما يلي:
- انخفاض كثافة العظام
- انخفاض إفراز الهرمونات الأخرى من قبل الغدة النخامية (قصور الغدة النخامية) نتيجة لضغط الورم.
- فقدان الرغبة في النشاط الجنسي
- حالات الصداع
- اضْطِرابات في الرؤية
- العقم
تلاحظ النساء العلامات والأعراض في وقت مبكر أكثر من الرجال، حيث يمكن أن تلاحظها عندما تَكون تلك الأورام لا زالت صغيرة في حجمها، وقد يَعزو السبب في انتباهها إليها نتيجة لعدم انتظام الدورة الشهرية أو انعدامها. أما الرجال، فيُلاحظونها في وقت متأخر عن النساء، وعندها تَكون أصبحت أكبر حجمًا ويحتمل بشكل أكبر أن تُسبب لهم شعورًا بالصداع أو مشكلات في الإبصار.
التشخيص:
إذا كنتِ تعانين علامات وأعراض الورم البرولاكتيني، فقد يوصي الطبيب بما يلي:
- اختبارات الدم. يفحص مستويات برولاكتين في الدم فيمكن لفحوصات الدم اكتشاف فرط إنتاج البرولاكتين وما إذا كانت الهرمونات الأخرى التي تتحكم فيها الغدة النخامية في المستويات الطبيعية أم لا.فإذا كان مستوى البرولاكتين مرتفع، يجرى الطبيب اختبار وظيفة الغدة الدرقية. لدى النساء اجراء فحص إفراز الحليب غير المبررة (ثر اللبن) أو عدم انتظام الحيض أوالعقم.
- اجراء التصوير بالرنين المغناطيسي وهو الأكثر حساسية للكشف عن أورام الغدة النخامية وتحديد حجمها.
- اختبارات الرؤية اعتمادا على حجم الورم، يمكن للطبيب طلب فحص العين مع قياس الحقول البصرية حيث يحدد هذا ما إذا كان ورم الغدة النخامية قد أضعف الرؤية أم لا. وبالإضافة إلى تقييم حجم ورم الغدة النخامية يبحث الأطباء عن تلف الأنسجة المحيطة بها،
ما هي طرق العلاج ؟
يتكون علاج الورم البرولاكتيني من علاجين رئيسيين: وهما الأدوية والجراحة.
- الأدوية تعتبر الطريقة الأكثر نجاحا بينما ينصح بالتدخل الجراحي فقط عندما يؤثر الورم على حاسة الإبصار في النساء فإن علاج الورم البرولاكتيني يعمل على تحسين العديد من المشاكل والأعراض حيث يتضمن أهداف علاج الورم البرولاكتيني ما يلي:
- إعادة إنتاج البرولاكتين إلى المستويات الطبيعية
- استعادة الغدة النخامية لوظيفتها الطبيعية
- تقليل حجم ورم الغدة النخامية
- التخلص من أي علامات أو أعراض ناتجة عن ضغط الورم، مثل الصداع أو مشكلات في الرؤية
- تحسين نوعية الحياة. ممارسة الرياضة يمكن أن تقلل إلى حد كبير الضغط النفسي وبالتالي تعدل مستوى البرولاكتين .
تناول الأدوية خلال الحمل:
- إذا كان للمرأة ورم برولاكتيني صغيرة يمكن أن تحمل حمل طبيعي بعد المعالجة الطبية .
- تتضخم الغدة النخامية ويزداد إنتاج البرولاكتين أثناء الحمل الطبيعي للنساء اللائى لايعانين دون اضطرابات الغدة النخامية.
والمرأة التي تعاني من الورم المفرز للبرولاكتين ربما تعاني من تضخم الغدة النحامية لذلك يجب أن تكون تحت المراقبة أثناء الحمل.
ومع ذلك قد يحدث أذى للغدة النخاميه أو للعصب البصري في أقل من واحد بالمئة في الحوامل اللواتي يعانين من الورم، أما في النساء اللواتي يعانين من الأورام الكبيرة، مخاطر تلف الغدة النخامية أو العصب البصري يكون أكبر، ويقدره بعض الأطباء بما يصل إلى 25 ٪. وإذا أكملت المرأة حملها بنجاح، فإن فرص إنجاح حمل آخر تكون مرتفعة للغاية. وفي نفس الوقت الذي يعتقد فيه أن لوسائل منع الحمل عن طريق الفم مساهمة في تطورالمرض. ولكنه، لم تثبت صحة الاعتقاد به.
في النهاية نود أن نقول أن هرمون الحليب أو البرولاكتين يجب أن يبقى ضمن المستويات الطبيعية تجنبا للوصول الى ورم البرولاكتيني لذلك ينصح السيدات والرجال باجراء فحص هرمون الحليب في حال ظهور أحد أعراض ارتفاعه.