داء كرون ويعرف أيضاً بمتلازمة كرون هو مرض التهاب الأمعاء الناحي، وهو مرض مزمن لكنه غير معدٍ ويصيب بطانة الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج، ويسبب آلام شديدة في البطن وهزال عام وفقدان للوزن نتيجة للإسهال الشديد الذي يلحقه، وقد يصيب جزءٌ من الجهاز الهضمي وليس بكامله.
مقالات ذات صلة:
مقاومة الأنسولين وكيف يصاب الشخص بداء السكري!
وأكثر الأجزاء شيوعاً والتي تصاب به هي الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة لذلك يسمى بالتهاب الأمعاء.
-
أهم الأعراض التي تظهر على مرضى داء كرون ( التهاب الأمعاء الناحي ) :
تختلف حدة الأعراض من مريض لآخر فمنهم من تظهر عليه بشكل طفيفٍ ومنهم من تتطور تدريجياً ومنهم من تظهر حادة جداً بشكل مفاجئ و قد لا تظهر أي أعراض على المريض وقتها يكون المرض في حالة خمول.
-
أما في حالة نشاط المرض تظهر هذه الأعراض على المريض :
- إسهال شديد .
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم ( حُمى ) .
- إرهاق عام وتعب .
- آلام حادة في البطن وتشنجات .
- ظهور دم في البراز .
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- فقدان الشهية غالباً .
- آلام في فتحة الشرج وما حولها وظهور التهاب إلى الخارج وهو مايعرف بالناسور .
- التهاب الكبد والقناة الصفراوية (المرارة ).
- التهاب في الجلد والعيون والمفاصل أحياناً .
- في الأطفال غالباً ما يؤثر على النمو والنمو الجنسي لديهم .
- قد يؤدي الأمر إلى قرحة المعدة .
- هشاشة العظام أمر وارد جداً خاصة عند النساء .
- سرطان القولون قد يكون من مضاعفات المرض .
-
ما هي أسباب الإصابة بمرض كرون ؟
جرت وما زالت تُجرى العديد من الأبحاث والدراسات عن أسباب الإصابة بمرض كرون، وإلى الآن ما زال السبب الحقيقي مبهم وغير معروف على وجه الدقة، لكن من خلال الدراسات وجد العلماء أن غالبية المصابين يشتركون في عدة عوامل قد تكون لها دور في الإصابة مثل :
-
الوراثة :
حيث تم اكتشاف أكثر من 70 جين لهم علاقة بمرض كرون ولذلك قد تكون أسباب الإصابة وراثية، و تعتبر ظهور طفرة جين NOD2 or CARD15 أول اكتشاف لعلاقة المرض بالوراثة .
-
أسباب مناعية :
حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الجهاز الهضمي لكن هذا لا يعني أن مرض كرون هو من الأمراض المناعة الذاتية حيث أن الجهاز المناعي لا يهاجم نفسه لكنه يهاجم الجهاز الهضمي والبكتيريا النافعة الموجودة داخل القناة الهضمية لسبب مجهول إلى الآن.
-
التدخين :
التدخين المباشر والتدخين السلبي من أهم العوامل التي اشترك بها المصابون .
- النظام الغذائي :
بعض العادات الغذائية التي يركز على البروتينات الحيوانية ومشتقات الحليب و زيادة اوميجا 6 ( Omega 6 ) والأحماض الدهنية الغير مشبعة لها دور كبير في الإصابة بالمرض أيضاً ( بروتينات السمك ليس لها علاقة بالأمر. و من الأسباب أيضا استخدام موانع الحمل الهرمونية مرتبطة بزيادة نسبة الإصابة بمرض كرون ( التهاب الأمعاء الناحي ). -
تشخيص مرض كرون :
- عن طريق التنظير الداخلي :
و هي أفضل طريقة فحص لتشخيص المرض لأنه يسمح بالرؤية المباشرة للقولون وجزء من الأمعاء الدقيقة وتحديد طبيعة المرض، و كذلك يمكن أخذ عينة من التقرحات إذا وجدت وفحصها في المعمل. - الفحص الإشعاعي :
صور الأمعاء الدقيقة الإشعاعية تساعد فقط إذا كان مرض كرون في الأمعاء، و تستخدم صور باريوم الإشعاعية حيث يتم حقن المريض ب ( سلفات الباريوم ) وأخذ الصور الإشعاعية طوال الوقت للأمعاء. - الصورة الطبقية والتصوير بالرنين المغناطيسي مهمة لتحديد إصابة الأمعاء الدقيقة ولتحديد المضاعفات الباطنية الناتجة عن مرض كرون.
- فحوصات الدم :
يجرى فحص دم شامل وقد يظهر وجود فقر دم غالباً يكون سببه فقد الدم في البراز ويسبب نقص الحديد وعوز فيتامين ب 12 لأن تقرحات المعدة تقلل من امتصاص فيتامين ب 12 . - مستوى الفريتين يساعد في تحديد إذا كان عوز الحديد يؤدي إلى فقر الدم أو إذا كان فقر الدم يسبب مرض التهاب الأمعاء ( كرون ).
هل يوجد علاج لمرض كرون ( التهاب الأمعاء الناحي ) ؟
لا يوجد علاج لمرض كرون، لكن في مرحلة الخمود نستطيع منع الانتكاسات ونستطيع التحكم بالأعراض عند التحكم به فإن مرض كرون لن يعارض الحياة اليومية ويمكن التعايش معه.
العلاج يكون فقط عندما تكون الأعراض نشطة ويتم علاج الأعراض الحادة الغير مزمنة ثم المحافظة على مرحلة خمود وفتور المرض .
لكن للوصول إلى تعايش مريح مع المرض علينا التعامل من خلال :
- نمط المعيشة :
من خلال التعديلات الغذائية التي تحافظ على غذاء متوازن قليل الدهنيات الغير مشبعة، متوازن بين أنواع البروتينات الحيوانية والنباتية، غني بالألياف والفاكهة، تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلاً من الوجبات الكبيرة، والمحافظة على ترطيب الجسم مهم جداً ( Hydrate your body ) بتناول كمية وفيرة من الماء خلال اليوم. - الإبتعاد عن التدخين والتدخين السلبي .
- التمرينات الرياضية المنتظمة يخفف من التعب .
- الحصول على قدر مناسب من النوم في أوقات ثابتة .
- الأدوية :
تستخدم الأدوية ( عادة المضادات الحيوية ) لتقليل الالتهاب خاصة عندما تكون الأعراض نشطة، كذلك تعطى مثبطات المناعة أو منظمات المناعة مثل أزاثيوبرين Azathioprine، ميثوتريكسات Methotrexate، انفليكسيماب Infliximab، الهايدروكورتيزون Hydrocortisone يعطى في الحالات الخطرة لمرض كرون.
يجب تعويض عوز الحديد وعوز فيتامين ب 12 وينصح بالحديد الحقني كعلاج أولي لسرعة تأثيره وقلة تأثيره على الجهاز الهضمي خاصة إذا كان الهيموجلوبين أقل من 10 غ / د. لمرضى القلب يتم عملية نقل دم .
- التدخل الجراحي :
لا يفيد التدخل الجراحي في حالة مرض كرون ولكن يستخدم في حالة إنغلاق الأمعاء سواء جزئياً أو كلياً أو في حالات الناسور والخراجات.
بعد إجراء العملية ( قطع جزء من الأمعاء ) تظهر ندبة نسيجية تسبب تضييق الأمعاء ويكون من الضروري إجراء قطع خلال آخر خمس سنوات.
الطب البديل :
نسبة كبيرة من المرضى جربوا العلاج بالطب البديل من خلال أعشاب طبية أو الإبر الصينية لكن لا يوجد تقارير كافية عن نجاح هذه التجارب ويقترح العلماء المزيد من الأبحاث للتمييز بين العلاجات الفعالة والغير فعالة في هذا المجال.
ونهاية، و كما ورد في المقال أهم مانستطيع أن نتحكم به لتفادي المرض أو تفادي مضاعفاته هو الحفاظ على حياة صحية وغذاء متوازن وجسم سليم ورياضة دائمة قدر المستطاع .