ربما عانيت مؤخرا من مشكلة الحرمان من النوم؟ لست وحدك فهناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الحرمان من النوم العميق بدرجات متفاوتة، ولكن يظهر أن هرمون الميلاتونين يلعب دورًا هامًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ ويُعتبر الهرمون المنقذ الذي ينتجه الجسم بشكل طبيعي.
ففي السنوات الأخيرة، أصبح بإمكان الأشخاص الحصول على الميلاتونين بصورة مكملات غذائية دون وصفة طبية، وقد يستخدم بعضهم هذه المكملات للمساعدة في التغلب على مشكلات النوم خلال الرحلات الجوية الطويلة أو للتخلص من مشكلات الأرق المتكررة. مكملات الميلاتونين تُعد خيارًا مُفضلًا لبعض الأفراد لأنها تساعد على تحسين نوعية النوم دون الحاجة لتناول أدوية قوية. ومع ذلك، فإن استخدامها يجب أن يكون بعناية وتحت إشراف طبي، خاصةً لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية أو يتناولون أدوية أخرى، حيث قد تحدث تفاعلات مع المكملات الأخرى أو تؤثر على بعض الحالات الصحية.
كيف يعمل هرمون الميلاتونين؟
مهمة الميلاتونين الأساسية هو مساعدتنا على الدخول في النوم، أو بدء دورة النوم. الكثير منا يعاني من النوم في بدايته، إذ يستغرق وقت طويل للدخول في النوم. حيث يتم إفراز الميلاتونين عندما تقل كمية الضوء التي تصل إلى قاع العين، حيث ترسل إشارة إلى الغدة الصنوبرية للبدء في افراز الهرمون. لذلك كان الاعتقاد سابقاً أنه يفرز فقط في الليل.
دواعي استخدام عقار الميلاتونين؟
- للتخلص من أعراض انسحاب أدوية البنزوديازبينز (Benzodiazepines)، وهي أدوية تعطى لمرضى الأرق. لكن من أعراضها الجانبية صعوبة التوقف عن تعاطيها؛ لذلك تستبدل جرعاتها بالميلاتونين؛ للتوقف عن تعاطيها تدريجياً.
- مرضى السرطان، لمعاناتهم مع النوم وبالذات الدخول إلى النوم، لكنه يعطى لمرضى السرطان بنسبة عالية جداً.
- بعض أنواع الصداع النصفي مثل “Cluster Headache”. يعطى في أنواع الصداع النصفي الأخرى لكن بنسبة أقل.
- الأرق وصعوبة النوم.
- بعد التوقف عن التدخين؛ لكن بجرعة صغيرة جداً.
- اكتئاب الشتاء. بعض الناس يعانون من اكتئاب تغير الفصول، وبالذات فصل الشتاء لتغير ساعات النهار والليل، ويعانون معها من صعوبات في النوم.
من أهم سمات هذا العقار، أن مفعوله يكون نشط في الجسم لمدة لاتزيد عن ساعة، ثم يبدأ الجسم بتكسيره والتخلص منه؛ لذلك يستعمل فقط مع المرضى الذين يعانون من صعوبة الدخول في دورة النوم. ومؤخراً بدأ العلماء بتصنيع أشكال منه لتفرز الهرمون على فترات طويلة والتي تعرف ب (sustain releas ).
الفئة العمرية التي يمكنها أخذ الدواء
لا يمكن إعطاء هذا الهرمون للأشخاص من دون 18 عاماً. إلا أنه ظهرت منه بعض الأشكال مؤخراً؛ لتعطى لبعض الأطفال الذين يعانون من متلازمة فرط الحركة تشتت الانتباه ADHD، ولكن إلى الآن لم يصرح باستخدامه.
ما الذي يؤثر على مفعول الميلاتونين ؟
- تناول المنبهات: مثل الشاي والقهوة، يقلل من تأثير العلاج. (بسبب احتوائها على نسبة عالية من الكافيين).
- أدوية السعال والرشح والتي تحتوي على “Pseudoephedrine”
- العوامل البيئية: بعض العوامل البيئية مثل الإضاءة الساطعة والضوضاء قبل النوم قد تؤثر على مفعول الميلاتونين وتقلل من تأثيره.
- العوامل البيئية: بعض العوامل البيئية مثل الإضاءة الساطعة والضوضاء قبل النوم قد تؤثر على مفعول الميلاتونين وتقلل من تأثيره.
- الحالة الصحية العامة: قد تؤثر الحالة الصحية العامة للفرد على استجابته للميلاتونين، وقد يكون لديك تأثيرات مختلفة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية معينة.
- التوقيت: يعمل الميلاتونين على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ لديك. لذلك يجب تناوله في الوقت المناسب قبل النوم، حيث يساعد على الاستعداد للنوم وتحسين جودة النوم.
الآثار الجانبية لتناول عقار الميلاتونين
عمومًا، الميلاتونين عادةً ما يعتبر آمنًا للاستخدام على المدى القصير عند تناوله بجرعات مناسبة وفي الوقت المناسب. ومع ذلك، قد تظهر بعض الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص، وتكون هذه الآثار عادةً طفيفة ومؤقتة. من بين الآثار الجانبية المحتملة للميلاتونين:
- الدوخة والإعياء.
- الصداع.
- الغثيان والقيء.
- الاضطرابات المعوية أو المعدية.
- تغيرات في ضغط الدم.
- زيادة النعاس أو الاستيقاظ المبكر.
- تغيرات في الدورة الشهرية (في بعض النساء).
- ردود فعل جلدية (نادرًا).
يُنصح بعدم تجاوز الجرعة الموصى بها، وخاصة عندما يتم استخدامه لأغراض النوم. إذا زادت الجرعة عن المستوى الموصى به، فقد يزيد خطر حدوث الآثار الجانبية. وقد يكون الميلاتونين غير مناسب لبعض الأشخاص، مثل الذين يعانون من اضطرابات نزيف الدم، وأولئك الذين يعانون من بعض الحالات الصحية مثل الاضطرابات الهضمية والاضطرابات النفسية، ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه.
وقد تكون الاستجابة للميلاتونين مختلفة من شخص لآخر، ومع ذلك، إذا ظهرت أي آثار جانبية غير مرغوب فيها أو استمرت لفترة طويلة، فيجب التوقف عن استخدامه والتحدث إلى الطبيب للحصول على المشورة الطبية المناسبة.
متى يبدأ مفعول الميلاتونين؟
مفعول الميلاتونين يختلف من شخص لآخر، ويعتمد على العوامل الفردية والظروف الصحية والجرعة المستخدمة والتوقيت. عمومًا، يبدأ مفعول الميلاتونين عادةً بسرعة نسبياً عند تناوله بالفم. ولكن هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها:
- الجرعة والتوقيت: يُفضل تناول الميلاتونين قبل النوم بحوالي 30 دقيقة إلى ساعة واحدة. تختلف الجرعة المناسبة حسب الأشخاص والأغراض المستخدمة له (مثل تحسين النوم أو التكيف مع التغييرات الزمنية).
- الحالة الصحية: قد تؤثر الحالة الصحية العامة والمشاكل الصحية الحالية للشخص على سرعة بدء مفعول الميلاتونين وعلى فعاليته.
- الجهاز الهضمي: قد يتأثر بداية مفعول الميلاتونين بسبب عوامل الهضم وامتصاصه في الجهاز الهضمي.
على العموم، قد يشعر بعض الأشخاص بالنعاس بسرعة بعد تناول الميلاتونين، وقد تستمر الفعالية لمدة تتراوح من ساعات إلى عدة ساعات، اعتمادًا على العوامل المذكورة أعلاه. ومن المهم مراعاة ذلك عند تحديد التوقيت المناسب لتناول الميلاتونين حتى لا يؤثر على استيقاظك في الصباح. يُنصح دائمًا باتباع توجيهات الطبيب المعالج وعدم تجاوز الجرعة الموصى بها، كما يُفضل استشارة الطبيب إذا كان لديك أي استفسارات أو مخاوف حول استخدام الميلاتونين وتأثيره على صحتك.
ننصحك أيضا بإخبار الطبيب إذا كنت تأخذ أدوية لزيادة سيولة الدم أو الايبوبروفينات، لأن الميلاتونين يزيد من سيولة الدم. وكذلك الميلاتونين يسبب ارتفاع في ضغط الدم. لذلك يجب الانتباه عند أخذ الميلاتونين، يمكن أخذه بنسبة قليلة إذا كان مريض الضغط يأخذ أدوية من مجموعة البيتا بلوكر “Beta Blockers”.