أدوية الأمراض النفسية لها سمعة سيئة بين الناس. فالكثير منا لديه الخوف من الذهاب للطبيب النفسي بسبب أنها قد تسبب الإدمان وغيرها الكثير من الأعراض الجانبية والكثير من القصص والحكايات التي يتداولها الكثيرون عن أدوية الأمراض النفسية.
أهم مجموعة أدوية الأمراض النفسية هي مجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية “SSRIs” والتي هي اختصار ل Selective Serotonin Reuptake Inhibitors.
كما يعرف معظمنا أن هرمون السيروتونين هو هرمون السعادة وذلك لأنه المسؤول والمتحكم في المشاعر في المخ. ولكن يجب أن نعرف أنه ليس وحده من يقوم ويتحكم بذلك فهناك مجموعة أخرى من الهرمونات مثل الدوبامين والاكسيتوسين والأندورفين جميعها لها دور مهم في التحكم وتغيير مشاعرنا وأمزجتنا. لكن أهمهم هو هرمون السيروتونين.
هل يتوقف دور هرمون السيروتونين على التحكم بالمزاج والمشاعر؟
بالطبع لا حيث:
- يصاب الشخص بالاكتئاب عند انخفاض نسبة هذا الهرمون ويفقد المريض الرغبة الجنسية عند ارتفاعه عن النسبة الطبيعية.
- مهم جداً لحركة القولون الطبيعية. لذلك مرضى القولون العصبي يصاحبهم دائماً انخفاض في نسبة هرمون السيروتونين.
- يساعد في الدخول إلى النوم بشكل أسرع ويساعد في النوم المنتظم.
- يحافظ على لزوجة الدم، وتكوين الجلطات الطبيعية لعلاج الجروح.
- زيادته يؤدي إلى تركيزه بشكل عالٍ في العظام ويؤدي إلى هشاشة العظام.
ارتفاعه بشكل عالٍ يسبب حالة تسمى سيروتونين سيندروم، يدخل فيها الشخص بتوتر وتشنج العضلات وارتفاع ضربات القلب وارتفاع درجة حرارة الجسم مع اسهال شديد، وهي حالة خطرة جداً تؤدي إلى الوفاة. ويختلف تأثير هذا الهرمون بين الرجال والنساء.
هناك مجموعة أدوية الأمراض النفسية وظيفتها رفع مستوى هرمون السيروتونين في الجسم مصنفة ضمن مجموعات حسب آلية عملها وأهم هذه المجموعات هي مجموعة SSRIs.
أدوية الأمراض النفسية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الإنتقائية SSRIs تعمل على رفع مستوى هرمون السيروتونين بدون التأثير على الهرمونات الأخرى سواء على عملها أو نسبتها في الجسم وهذا يجعل الأعراض الجانبية لها أقل من غيرها.
أدوية مجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية
- Fluoxetine
- Sertraline
- Paroxetine
- Citalopram
- Escitalopram
- Fluvoxamine
- Vortioxetine
- Vilazodone
الأمراض الشهيرة التي تستخدم هذه المجموعة لعلاجها
- الاكتئاب العام
- القلق والتوتر
- الوسواس القهري
- الهلع والخوف والفوبيا
- الحالات العصبية بعد الحوادث الصعبة والحروب
- اكتئاب ماقبل الدورة الشهرية
- الشره العصبي.
هناك حالات يستخدم فيها مجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الإنتقائية للإستفادة منها ولكنها ليست العلاج الأساسي مثل:
- سرعة القذف عند الرجال.
- آلام الجسم غير معروفة السبب (فيبروميالغيا Fibromalagia).
- بعض حالات التوحد.
- للسيدات في حالة انقطاع الطمث.
الآثار الجانبية لمجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الإنتقائية
- صداع
- جفاف الفم
- اضطرابات في الوزن (خاصة عند استخدامها لمدة تزيد على 6 شهور)
- الإمساك
- اضطرابات في النوم (عند حدوثها يفضل استخدام Sertraline لأنه الأقل تأثيراً على اضطرابات النوم).
- اضطرابات نفسية قد تؤدي إلى الإنتحار خاصة عند الأطفال والشباب تحت سن 25 عام.
(نعم تستخدم هذه الأدوية للأطفال خاصة الأطفال المصابين بمتلازمة توريت أو الوسواس القهري وبعض الأطفال المصابين بالتوحد)، زيادة معدل ضربات القلب خاصة مع أدوية Escitalopram و Citopram، لذلك يمنع إعطاء هذان النوعان مع مرضى القلب.
هناك محاذير قوية جداً من استخدام هذه المجموعة مع أدوية أخرى في نفس الوقت من مضادات حيوية وأدوية نفسية أخرى. وحتى أعشاب طبية مشهورة ومتداولة قد يؤدي الدمج بينهما إلى الوفاة في حالات عدة. لذلك يمنع استخدام هذه الأدوية بدون استشارة الطبيب وشرح مفصل لكل الأدوية التي يتعاطاها المريض.
ويجب على الأطباء التحدث بوضوح وبشرح مفصل عن كيفية استخدام هذه الأدوية وعن تفاعلاتها مع الأدوية الأخرى والأطعمة أيضاً.
يمنع استخدام هذه الأدوية في فترة الحمل خاصة دواء Paroxetine لأنه يسبب تشوهات كبيرة للأجنة. لكن يجب التنبيه على الأم الحامل المصابة بالاكتئاب منذ فترة ماقبل الحمل أنها ستلاحظ اختفاء أعراض الاكتئاب أو الاضطراب النفسي في الشهور السبع الأولى للحمل. ولكنها تبدأ بالظهور مجدداً وربما بحدة أكبر مع نهاية الشهر السادس وربما تزداد حدتها بعد الولادة والتي قد تؤدي بالأم إلى أن تؤذي نفسها أو طفلها.
لذلك قد يوقف الطبيب الدواء للأم المصابة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل لتجنب تشوه الجنين ثم يعيدها تدريجياً إلى العلاج للحفاظ على صحتها النفسية بعد الولادة. وأؤكد من جديد أن دواء Paroxetine ممنوع تماما فترة الحمل وفي حال كانت السيدة تسخدمه قبل الحمل يجب على الطبيب تغييره إلى دواء آخر فور معرفته بحمل المريضة.
بالنسبة للأم المرضعة، هذه المجموعة كلها تمر عبر حليب الأم وتؤثر على الطفل الرضيع وتسبب له الأرق والإسهال الشديد. ولذلك ننصح الأم المصابة بعدم إرضاع طفلها بعد تعاطيها العلاج لمدة لا تقل عن ست ساعات حتى تكون نسبته في حليب الأم قد انخفضت إلى النسبة الآمنة على الطفل على الأقل.
وأود التنبيه أن دواء Sertraline هو الأفضل للأم المرضعة والأكثر أماناً للطفل الرضيع. وأخيراً يمنع دواء Sertraline على مرضى الكبد، يمنع دواء Fluoxtine على مرضى الكلى، ويمنع دوائي Escitalopram, Citalopram على مرضى القلب.