اضطرابات الأكل هي حالات سلوكية تتميز باضطراب شديد ومستمر في سلوكيات الأكل وما يرتبط بها من أفكار وعواطف مؤلمة. يمكن أن تكون حالات خطيرة للغاية تؤثر على الوظائف الجسدية والنفسية والاجتماعية. تشمل أنواع اضطرابات الأكل فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي العصبي، واضطراب نهم الطعام، واضطراب تجنب تناول الطعام المقيد، واضطراب التغذية والأكل المحدد الآخر، واضطراب البيكا واضطراب الاجترار.
مقالات ذات صلة:
ما هي الأطعمة التي تساعد في زيادة الوزن بشكل صحي؟
قد يسبب اضطراب الأكل القلق الشديد بشأن وزن الجسم أو شكله، حيث أنها تظهر بشكل متكرر خلال سنوات المراهقة أو سن البلوغ، ولكنها قد تتطور أيضًا في مرحلة الطفولة أو في وقتٍ لاحقٍ من الحياة، وتؤثر في ملايين من الرجال والنساء بين العمر 12-35 سنة.
اضطرابات الأكل أمراض طبية حقيقية يمكن علاجها، وكثيراً ما يتعايش مع أمراض أخرى مثل الاكتئاب أو تعاطي المخدرات أو اضطرابات القلق.
تشير أدلة جديدة إلى أن الوراثة قد تلعب دورًا في سبب إصابة بعض الأشخاص باضطرابات الأكل، ولكن هذه الاضطرابات تصيب أيضًا العديد من الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي سابق.
دون علاج الأعراض العاطفية والجسدية لهذه الاضطرابات، يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية ومشاكل في القلب وغيرها من الأمراض القاتلة.
أثبتت الدراسات أن الأشحاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي هم أكثر عرضة للوفاة المبكرة 18 مرة مقارنة بالأشخاص من نفس العمر، ولكن الرعاية الطبية المناسبة، تساعد في استئناف عادات الأكل المناسبة، والعودة إلى صحة عاطفية ونفسية أفضل.
أنواع اضطرابات الأكل :
-
النوع الأول فقدان الشهية العصبي:
عندما تحاول الحفاظ على وزنك منخفضًا قدر الإمكان من خلال عدم تناول ما يكفي من الطعام، أو عدم ممارسة الكثير من الرياضة، أو كليهما، حيث يعتقد الكثيرون أنهم يعانون من زيادة في الوزن، على الرغم من نقصان الوزن بشكل خطير، حيث أنهم يزنون أنفسهم مرارًا وتكرارًا .
يتم تشخيص فقدان الشهية العصبي عندما يزن المرضى 15٪ على الأقل من الوزن الصحي الطبيعي المتوقع بالنسبة للطول.
-
تشمل السمات المميزة لفقدان الشهية ما يلي:
- كمية الغذاء محدودة.
- الخوف من السمنة.
- عدم تقبل شكل الجسم أو انكار الإنخفاض في وزن الجسم.
الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي لا يحافظون على وزن طبيعي لأنهم يرفضون تناول كميات الطعام المناسبة، وغالباً ما يتحول إلى هوس النحافة فيجبرون أنفسهم على التقيؤ أو استخدام المسهلات لفقدان الوزن، بمرور الوقت.
-
قد تتطور الأعراض التالية عند دخول الجسم في الجوع:
- توقف الحيض.
- هشاشة العظام أو ترقق العظام من خلال فقدان الكالسيوم.
- الشعر / الأظافر تصبح هشة.
- جفاف الجلد ويصبح مائل للون الأصفر.
- فقر الدم الخفيف، صغف في عضلة القلب.
- الإمساك الشديد.
- انخفاض في ضغط الدم، تنخفض معدلات التنفس والنبض.
- تنخفض درجة حرارة الجسم الداخلية، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالبرد طوال الوقت.
- الاكتئاب والخمول، أو الشعور بالتعب طوال الوقت.
- العقم.
- نمو الشعر الناعم في جميع أنحاء الجسم (اللانجو).
- تلف الدماغ.
-
كيفية علاج فقدان الشهية العصبي :
يتضمن علاج مرض فقدان الشهية العصبي ثلاثة مكونات:
- استعادة الشخص لوزن صحي.
- علاج القضايا النفسية المتعلقة باضطراب الأكل.
- الحد من السلوكيات أو الأفكار أو إزالتها والتي تؤدي إلى تناول الطعام بشكل غير كافٍ ومنع الإنتكاس.
-
النوع الثاني وهو الشره المرضي:
نوبات متكررة من تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل غير عادي وبفترة زمنية قصيرة والشعور بعدم السيطرة على تناول الطعام، ويتبع هذه الشراهة في تناول الطعام مجموعة من الطرق (مثل القيء القسري، والإفراط في استخدام المسهلات أو مدرات البول، والصوم، والتمرين المفرط، أو مزيج من هذه السلوكيات).
على الرغم من الكثير من الأشخاص قد يتغذون بشكل متكرر ويمارسون الرياضة بشدة، إلا أنهم قد يعانون من نقص الوزن أو الوزن الطبيعي أو زيادة الوزن أو حتى السمنة. لكنهم لا يعانون من نقص الوزن مثل الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي.
المرضى الذين يعانون من الشره المرضي العصبي يستهلكون آلاف السعرات الحرارية التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والكربوهيدرات والدهون، ويمكنهم تناول الطعام بسرعة كبيرة، وأحيانًا يتناولون الأطعمة دون أن يتذوقوها.
يصعب أحيانا معرفة الأشخاص المصابين بالشره المرضي وذلك لأنهم يخفوا عن الناس ذلك ولأن أوزانهم لم تنخفض بشكل ملحوظ، لذلك فإن سلوكياتهم قد لا يلاحظها أقاربهم، لكن الشره المرضي العصبي لديه أعراض يجب أن نعي لها:
- التهاب مزمن والتهاب الحلق.
- تورم الغدد اللعابية في منطقة الرقبة والفك.
- تآكل مينا الأسنان والأسنان الحساسة بشكل متزايد نتيجة التعرض لحمض المعدة.
- الارتداد المعدي المريئي ومشاكل الجهاز لهضمي الأخرى.
- الضيق المعوي وتهيج نتيجة تناول المسهلات.
- الجفاف الشديد نتيجة فقدان السوائل.
الشره المرضي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات نادرة ولكنها قد تكون قاتلة بما في ذلك ثقب في المريء، وتمزق في المعدة، وعدم إنتظام ضربات القلب.
-
كيف يتم علاج اضطرابات الأكل؟
التغذية الكافية، والحد من ممارسة الرياضة المفرطة، ووقف تناول المسهلات هي أسس العلاج.
بالإضافة إلى العلاج النفسي، أو العلاج الحديث، والأدوية فعالة لكثير من اضطرابات الأكل مع ذلك في الحالات المزمنة أكثر، لم يتم تحديد علاجات محددة بعد.
غالبًا ما تكون خطط العلاج مصممة وفقًا للإحتياجات الفردية وقد تشمل واحدًا أو أكثر من الإجراءات التالية:
- العلاج النفسي الفردي أو الجماعي و/أو العائلي.
- الرعاية الطبية والمراقبة والأستشارات الغذائية.
- الأدوية.
- بعض أدوية مضادات الاكتئاب، مثل ((fluoxetine (Prozac)، وهو الدواء الوحيد الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الشره المرضي العصبي، قد يساعد المرضى الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق. ويساعد في تقليل سلوكيات الشراهة، ويقلل من فرصة الإنتكاس، ويحسن من سلوكيات الأكل.
قد يحتاج بعض المرضى أيضًا إلى دخول المستشفى لعلاج المشكلات الناجمة عن سوء التغذية أو للتأكد من أنهم يتناولون ما يكفي من الطعام إذا كانوا يعانون من نقص الوزن الشديد.
كذلك قد يكون لدى بعض الأشخاص جينات تزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل. قد تلعب العوامل البيولوجية ، مثل التغيرات في المواد الكيميائية في الدماغ، دورًا في اضطرابات الأكل. والصحة النفسية والعاطفية. كذلك قد يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الأكل من مشاكل نفسية وعاطفية تساهم في حدوث هذا الاضطراب. قد يكون لديهم تدني احترام الذات والكمال والسلوك المندفع والعلاقات المضطربة.