اضطراب فرط الحركة ونقص الانبتاه هو حالة طبية يعاني فيها المصاب من اضطراب في تطور الدماغ بحيث تقل قدرته على التركيز أو يفشل فيها المصاب من الإستقرار والجلوس بشكل هادئ أو يفشل في التحكم بنفسه بحيث يكون دائم الحركة.
بينما تظل الأسباب الحقيقة لهذا الاضطراب مجهولة لحد الساعة، في هذه المقالة سنعرفك على الأعراض، وطريقة التشخيص والوقاية منه.
أعراض اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه “ADHA”
يعاني جميع الأطفال من وقت لآخر من نقصان الإنتباه وعدم القدرة على الجلوس بشكل مستقر وهادئ وقد لا يستمعون للكلام الموجه لهم من الأشخاص الأكبر منهم سناً ولا ينصاعون لأوامر الوالدين أو المعلمين.
لكن معاناة الطفل المصاب ب ADHD تكون أكبر بحيث يظهر الطفل علامة أو أكثر من العلامات التالية، والتي تبدأ عادة في الظهور ما بين سن 3 و 6 سنوات وقد تستمر في الظهور الى غاية سن المراهقة والبلوغ، حسب ما ذكره المعهد الوطني الأمريكي للصحة النفسية:
1. الشرود والغفلة
يكون من الصعب جداً على الطفل أن يركز إتباهه في أمر معين أو يفشل في أن يبقى مصمماً على أداء مهمة معينة. قد لا يستمع الطفل المصاب إلى الإرشادات والتعليمات وقد يفوّت جزءًا مهماً منها، وقد لا ينهي ما بدأ به أبداً وعادة ما يغرق الطفل المصاب بأحلام اليقظة ويبدو عليهم الشرود والضياع والنسيان.
2. النشاط الحاد
الطفل ذو النشاط الحاد يكون بالعادة طفلاً ملولاً، لا يرتاح، ولديه مشكلة في أن يجلس بشكل هادئ ومستقر. قد يركض الطفل المصاب ويقفز ويتدافع بشكل يحدث اضطراب لمن حولهم من الناس.
3. الاندفاع
يكون الطفل المصاب مندفعاً متهوراً يتصرف دون تفكير. قد يأخذ الطفل أشياء أو يتركها بدون تفكير، وقد يقدم على فعل تصرفات بدون أخذ إذن، أو قد يتصرف على نحو مندفع وخطير، وقد تظهر عليه ردَّات فعل عاطفية مبالغ بها.
تشخيص اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه ADHD
إذا كنت عزيزتي الأم/ الأب تشكين بأن طفلك يعاني من فرط النشاط ونقص التركيز فإنه عليك فوراً إستشارة أخصائي. سيطلب منك الأخصائي ملئ إستمارة للمساعدة في تحليل سلوك الطفل.
كما قد يطلب منك أخذ إستمارة أخرى ليقوم المعلم في المدرسة بملئها ليتمكن الأخصائي من تحليل سلوك الطفل بشكل كامل ( في البيت والمدرسة ).
لا توجد فحوص مخبرية يمكن القيام بها لتحري اضطراب قلة الانتباه وفرط النشاط، فقط الاستبيان الذي يقدم له من طرفكم هو ما يساعده على القيام بالتشخيص.
ويجدر التنبيه الى أن تقييم سلوك الطفل في المنزل فقط أو في المدرسة فقط، لا يكفي الطبيب لاعطاء تقييمه، بل يجب مراقبة العلامات التي تظهر على الطفل في بيئتين مختلفتين ولمدة 6 أشهر.
مقالات قد تهمك:
ابنك يحاول جذب انتباهك دائماً؟ كيف تتعامل معه وتحتويه
اضطراب التواصل الاجتماعي عند الأطفال!
حماية صحة الأطفال المصابين اضطراب فرط الحركة ونقص الانبتاه
بما أنه من أبرز أعراض الإصابة بهذا المرض عند الأطفال الاندفاعية ونقصان الإنتباه فإن ذلك قد يؤدي إلى أن يعرض الأطفال أنفسهم للخطر وأن لا يتصرفوا بشكل حكيم يحافظ على صحتهم.
وإن لم يتم الإهتمام بالطفل فإنه من الممكن أن يؤذي الطفل نفسه بشكل غير متعمد أو يجرح نفسه أو في بعض الحالات الشديدة قد يصل الأمر للوفاة – لا قدر الله-.
إن المحافظة على نمط حياة صحي سيمكن الطفل من التعامل بشكل أفضل مع القلق والتوتر والصعوبات التي يواجهها يومياً بسبب إصابته،ىكما أن للعلاجات السلوكية والدوائية الموصوفة أثراً ملموساً بالسيطرة على أعراض المرض.
إنه من الضروري جداً أن يتعرف الأهل على المخاطر المرافقة لمرض نقصان الإنتباه وعدم التركيز، وذلك ليتسنى لهم تقديم العناية المناسبة لطفلهم.
تشخيص فرط النشاط ونقص الانتباه
تقدير ما إذا كان الطفل يعاني من فرط الحركة وفقدان الانتباه (ADHD) هو عملية تشخيص تتضمن عدة خطوات. لا يوجد اختبار واحد يمكن أن يشخص ADHD، والعديد من المشاكل الأخرى، مثل القلق والاكتئاب ومشاكل النوم، وبعض أنواع صعوبات التعلم، يمكن أن تظهر أعراضًا مشابهة.
إحدى خطوات هذه العملية تتضمن إجراء فحص طبي، بما في ذلك اختبارات السمع والرؤية، لاستبعاد وجود مشاكل أخرى قد تكون لها أعراض مشابهة لـ ADHD. يتضمن تشخيص ADHD عادة استخدام قائمة تحقق لتقييم أعراض ADHD وأخذ تاريخ طفل من الآباء والمعلمين، وأحيانًا من الطفل نفسه.
علاج فرط النشاط ونقص الانبتاه
العلاج في معظم الحالات، يتم علاج ADHD بشكل أفضل باستخدام مزيج من العلاج السلوكي والدوائي. بالنسبة للأطفال في مرحلة رياض الأطفال (4-5 سنوات) الذين يعانون من ADHD، يُوصى بالبداية باستخدام العلاج السلوكي، وخاصة تدريب الآباء، كخط أول من العلاج قبل تجربة الدواء
. ما يعمل بشكل أفضل يمكن أن يعتمد على الطفل والأسرة. يشمل خطة العلاج الجيدة مراقبة ومتابعة وإجراء تغييرات إذا لزم الأمر على مدى الطريق.
المضاعفات التي قد يتعرض لها الطفل المصاب
- الجروح غير المقصودة مثل السقوط، الغرق، الحروق، التسمم .
- الإصابات الدماغية جراء سقوط الطفل على رأسه.
- حوادث السيارات.
- مشاكل بالصحة العقلية. بحيث تزداد إحتمالية إصابة الطفل باضطرابات عقلية وسلوكية قد تؤدي بالطفل لإيذاء نفسه أو إيذاء غيره.
- اضطرابات المزاج والإكتئاب و اضطراب القلق.
- أن يكون الطفل ضحية التنمر.
- الإنتحار – لا سمح الله- .
- إصابات الفم والأسنان، بحيث لوحظ أن الأطفال المصابين بفرط النشاط ونقصان التركيز تكون نسبة إصاباتهم بجروح وكسور الأسنان واللثة أكبر بكثير من الأطفال العاديين.
الوقاية من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
- تطوير عادات صحية داعمة للطفل المصاب.
- تطوير عادات غذائية صحية للطفل بحيث يحبب الطفل بنمط الأكل الصحي، كتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات والمكسرات.
- المشاركة بالنشاطات الرياضية والبدنية بشكل يومي.
- الحد من وقت مشاهدة التلفاز أو الإنترنت أو الحاسوب أو الهاتف الذكي أو الإلكترونيات الأخرى.
- النوم بمقدار يتناسب مع احتياج جسم الطفل.
- التحدث لأخصائي، إن كل حالة من مرض نقص الإنتباه وفرط النشاط هي حالة خاصة وتختلف عن غيرها، لذلك فإنه على الأهل التحدث مع الأخصائي لأخذ الإحتياطات اللازمة لحماية طفلهم.
- إعطاء الطفل الأدوية الموصوفة. قد يكون لبعض الأدوية الموصوفة بعض التأثيرات الجانبية مثل صعوبة النوم أو فقدان الشهية، لذلك فإنه من الضروري التحدث مع الأخصائي وإستشارته لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الصعوبات.
وفي النهاية نود تذكيركم أنه في كل محنة منحة من الله، ربما قد يكون طفلك مختلفاً بعض الشيء، لكن لنتذكر أن الكثير من العظماء كانوا أيضاً مختلفين في صغرهم. نتمنى لكم ولأطفالكم الصحة والعافية.