حساسية جلدية أو الأرتيكاريا والتي لا تستمر أعراضها أكثر من أسبوع مع العلاج. غالبا ما تكون هذه الحساسية هي رد فعل طبيعي للجسم لبعض المأكولات أو الأدوية التي تكون لدى الإنسان حساسية منها.
ولكن، ماذا إن استمرت هذه الحساسية لأكثر من 6 أسابيع دون أيّ سبب معروف؟ حينها تسمى هذه الحالة بالأرتيكاريا المزمنة غير معروفة السبب ( chronic idiopathic urticaria ).
ما هي حساسية الجلد المزمنة؟
هي نوع من أنواع الحساسية الجلدية تستمر لأكثر من 4 أسابيع على الأقل وتكون ما بين ظهور واختفاء، وهي تصيب 1% فقط من الأشخاص وتكون أكثر شيوعا عند الذين تترواح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 سنة. الحساسية النشطة لدى الأشخاص المصابين بها لا تستمر أكثر من 24 ساعة ثم تختفي وتتكون أخرى جديدة في أماكن أخرى بالجسم وهكذا. وغالبا لا تستجيب الحساسية المزمنة لمضادات الهستامين بالجرعات العادية.
ما هي أسباب حساسية الجلد؟
يبدو أن الجهاز المناعي يلعب دورا مهما في حدوث هذا النوع من الحساسية ولكن الأبحاث لم تثبت حتى الآن أي أسباب قطعية له، لكن في بعض الأشخاص يكون ظهورها متزامنا مع مشاكل أخرى بالجسم كاختلال هرمون الغدة الدرقية، بعض أمراض الجهاز الهضمي والقولون، السرطانات وبعض المشاكل النفسية، ولكن لم تثبت أيّ علاقة معروفة بينهم حتى الآن
ما هي أعراض حساسية الجلد؟
هناك نوعان من الأرتيكاريا المزمنة:
- حساسية الجلد المزمنة المصحوبة بوذمة وعائية ( تورم ).
- حساسية الجلد المزمنة الغير مصحوبة بوذمة وعائية.
وهما يشتركان فى كل الأعراض ماعدا أنّ النوع الأول يكون مصحوبا بتورم في بعض الأماكن في الجسم كالشفاه وأصابع اليد والقدم وأماكن أخرى. تلك الأعراض هي:
- الحكة المستمرة (وهي العرض الأشهر).
- الإحمرار ربما يكون في مكان محدد أو يشمل جزء كبير من الجسم.
- تكون على شكل دوائر أو حلقات أو مساحات حمراء كبيرة.
- تختفي خلال 24 ساعة ثم تظهر في أماكن أخرى وربما تظهر مجددا في نفس المكان.
- عندما تختفي لا تترك أي آثار أو علامات أو تصبغات.
كيف يتم تشخيص المرض؟
أهم طرق التشخيص هو أخذ التاريخ المرضي فكما سبق أن ذكرنا أنها تختلف عن الحساسية العادية في أنها تستمر لأكثر من 4 أسابيع على الأقل دون سبب فيسأل الطبيب المعالج عن :
- كيف ومتى بدأ ظهور الارتيكاريا؟
- ماهي الأشياء التى تزيد من شدتها كما يلاحظ المريض؟
- هل يتم تناول أي إدوية جديدة مؤخرا؟
- هل يصاحبها تورم في أي جزء من الجسم أم لا؟
ربما يكون هناك آلام في المعدة أو هبوط في ضغط الدم مصاحب لظهور الأرتيكاريا، وذلك لأن الأرتيكاريا تكون عبارة عن اتساع في الأوعية الدموية الطرفية وهو الذي يسبب الإحمرار. هذا الإتساع في الأوعية يعمل على خفض ضغط الدم أحيانا وأيضا يؤدى إلى قلة وصول الدم إلى العضلات المحيطة بالبطن مما يسبب ألم وتقلصات في هذه المنطقة يشبه ألم الشد العضليّ.
كما أنّ هناك بعض التحاليل التي يمكن أن يتم عملها للتأكد من عدم وجود أيّ أسباب لظهور الحساسية:
- صورة الدم الكاملة.
- تحليل هرمون الغدة الدرقية.
- سرعة الترسيب.
- تحليل ANA.
- تحليل فيروس التهاب الكبد الوبائي C.
-
كيف يتم علاج الأرتيكاريا المزمنة؟
إنّ علاج الأرتيكاريا المزمنة يختلف تمام الإختلاف عن علاج حساسية الجلد العادية ويكون عبارة عن مراحل عدة، إن لم يفلح علاج المرحلة الأولى يتم الدخول في المرحلة الثانية من العلاج وهكذا. ويتم ذلك من خلال كما ذكرها موقع “Medscape” :
1. مضادات الهيستامين
يتم أخذ مضادات الهستامين الغير منومة بجرعة تكافىء أربع مرات الجرعة المستخدمة في علاج الحساسية العادية وهي فعّالة جدا في الحالات المتوسطة من الأرتيكاريا المزمنة.
2. مضادات اللوكوترين ( leukotrien antagonist )
يتم الجمع بين نوعين مختلفين منها في علاج الأرتيكاريا المزمنة ولكنها أقل فعالية في العلاج من مضادات الهيستامين
3. الكولشيسين
يظهر أنّه فعّال في علاج الأرتيكاريا المزمنة التي لا تستجيب لمضادات الهيستامين وذلك في حالات معينة يكون فيها ظهور الأرتيكاريا متعلق بنوع من خلايا الدم البيضاء تسمى neutrophils.
4. مثبطات المناعة ( methotrexate و cyclosporin ) يستخدم في حالات الارتيكاريا المزمنة المناعية فقط.
5. اوماليزوماب omalizumab
ذو فعالية كبيرة في علاج الأرتيكاريا المزمنة التي لا تستجيب لمضادات الهيستامين واللوكترين ولكنه غالي الثمن نسبيا.
- هناك أشياء تزيد من شدة حساسية جلدية المزمنة لدى مصابيها لذا يجب الإبتعاد عنها قدر الإمكان، أهمها على الإطلاق هم:
- التدخين
- المعلبات
- مسكنات الألم اللاستيرودية ( كالبروفين والاسبرين وغيرها ) ينصح باستخدام الباراسيتامول فقط
- الكافيين و المنبهات
- التدخين والكحوليات
-
هل الأرتيكاريا المزمنة معدية؟
لا هي ليست معدية وليست خطيرة أيضا. فإن الأرتيكاريا المزمنة لا تستمر إلى الأبد، فأغلب الأشخاص يتم شفاؤهم خلال سنة إلى 5 سنوات ولا تستمر أكثر من ذلك إلاّ في عدد قليل من الأشخاص.