فوائد الصيام المتقطع كثيرة حيث يعد نمط غذائي يتم فيه تناول وجبات الطعام في إطار زمني محدد والامتناع عن تناول الطعام لفترة أخرى. إذ يوجد عدة طرق مختلفة لتطبيق الصيام المتقطع والتي جميعها تقسم اليوم أو الأسبوع إلى فترات تناول الطعام وفترات للصيام. يرتبط تطبيق هذا النظام بالعديد من الفوائد الصحية.
مقالات ذات صلة:
إن نجاح الحمية الغذائية يعتمد على الاستمرارية بهدف الحصول على الفائدة المرجوة منه، وهذا لا يعني أنه بمجرد الصيام أو الامتناع عن تناول الطعام لفترة زمنية معينة ستحقق النتائج التي تريدها. يجب تثبيت فكرة “أن النمط الغذائي الصحي الذي تتبعه يعد نمط حياة طويل الأمد، وليس مقتصرا على فترة محددة من أجل تحقيق أفضل النتائج الصحية”.
أما فيما يخص الأشخاص الذين يرغبون خسارة الوزن تحديدا، فإن أهم مقومات نجاح النظام الغذائي المراد اتباعه هو التركيز على كمية ونوعية السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها يوميا. الاستمرار على ممارسة النشاط الرياضي المناسب وتناول الكميات الكافية من الماء، لما لها من فوائد في تعزيز مستوى الأيض بالجسم. وربما تقلل من الشعور بالجوع خلال الصيام، فضلا عن أهميتها في تعزيز الصحة بشكل عام. وبالتالي فإن حمية الصيام المتقطع هي أسلوب حياة صحي ويرافقه خسارة وزن. ولكن يحتاج إلى متابعة أكبر لتحقيق نتائج صحية مناسبة على المدى القريب والبعيد.
وفيما يخص الأشخاص الذين يريدون الحفاظ على وزن جسمهم فمن السهولة تطبيق هذا النظام بنجاح وذلك من خلال التوازن في فترة الطعام والصيام لتغطي الاحتياجات اليومية.
ما هو مبدأ عمل الصيام المتقطع؟
المنطقي أن يتم تقسيم الطعام الذي نتناوله إلى جزيئات بسيطة بواسطة إنزيمات في أمعائنا، فمثلا الكربوهيدرات وبالتحديد السكريات والحبوب المكررة (كالدقيق الأبيض والأرز) يتم هضمها وتجزئتها إلى سكريات أحادية لتستخدمها خلايا الجسم كمصدر للطاقة. ومن ثم يتم تخزين القليل من هذه الطاقة في الكبد والعضلات على شكل جليكوجين (glycogen) لاستخدامها لاحقا.
وخلال ساعات الصيام الطويلة يحدث تغيرات في توازن بعض الهرمونات والإنزيمات، وأهمها هرمون الأنسولين الذي تنخفض مستوياته خلال الصيام وبعد ذلك يضطر الجسم للاستعانة بمخازن الطاقة داخل الجسم ويلجأ لاستخدام مصدر الطاقة الأسهل وهو الجليكوجين المخزن في الكبد والعضلات إذ يتم تفكيكه إلى جزيئات الغلوكوز (glucose) للحصول على الطاقة.
وبعد نفاذ الجليكوجين أيضا يبدأ الجسم بحرق الدهون المخزنة كمصدر طاقة بديل. لهذا يثبت الصيام المتقطع فعاليته في فقدان الوزن والتخلص من الدهون المتراكمة في الجسم.
ما هي فوائد الصيام المتقطع؟
تم إجراء العديد من الدراسات حول تأثيره على الحيوانات والإنسان، وفيما يلي الفوائد الصحية الرئيسية للصيام المتقطع:
يساهم في فقدان الوزن مع مرور الوقت كما تحدثت سابقا، إذ يعد الصيام المتقطع أداة فعالة لفقدان الوزن من خلال تناول عدد أقل من السعرات الحرارية بالتالي زيادة معدل الأيض، مما يساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية
فإن الصيام المتقطع يعزز وظيفة الهرمونات في الجسم لتسهيل فقدان الوزن. إذ إنه يساعد في انخفاض مستويات هرمون الأنسولين. وكذلك ارتفاع مستويات هرمون النمو حيث تزيد بمقدار 5 أضعاف عن المعدل الطبيعي فهو مهم في حرق الدهون واكتساب العضلات، وزيادة كميات إفراز (النورادرينالين). وجميعها تزيد من حرق الدهون في الجسم وبالتالي تسهيل استخدامه كمصدر للطاقة.
كذلك يمكن أن يقلل من مقاومة الأنسولين. مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم والحماية من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
تشير الدراسات إلى أن الصيام المتقطع قد يعزز مقاومة الجسم للإجهاد التأكسدي والجذور الحرة ومقاومة الالتهابات في الجسم، وهذا من شأنه يكون له فوائد ضد تطور مظاهر الشيخوخة وتطور العديد من الأمراض. تشير الدراسات إلى أن الصيام المتقطع يمكن أن يحسن العديد من عوامل الخطر لأمراض القلب مثل ضغط الدم ومستويات الكوليسترول (الضار) والدهون الثلاثية. الصيام المتقطع قد يساعد في الوقاية من السرطان ومرض الزهايمر. وأثبت ذلك من خلال بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات. وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على البشر أنه يمكن أن يقلل من الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج الكيميائي. وقد يعزز من صحة الدماغ، إذ إنه يزيد نمو الخلايا العصبية الجديدة ويحمي الدماغ من التلف وممكن أن يحسن من التركيز والإدراك العقلي. أظهرت بعض الدراسات بأنه من ممكن أن يؤثر على طبيعة النوم بشكل أفضل.
من هم الأشخاص الأكثر استفادة من اتباع نظام الصيام المتقطع؟
- الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين ولديهم مشاكل في حساسية الأنسولين.
- والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية.
- الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
هل يوجد تأثيرات جانبية خلال اتباع نظام الصيام المتقطع؟
بالطبع أي نظام غذائي جديد يتم اتباعه يرافقه بعض التغيرات، ومن أبرزها هو الشعور بالجوع، وربما يرافقه شعور بالتعب والإرهاق والصداع أحيانا. لكن قد يكون هذا مؤقتا فقط. لذا قد يستغرق الجسم بعض الوقت للتكيف مع النمط الغذائي الجديد. ومن الممكن التقليل من هذه الأعراض من خلال الالتزام بتناول الغذاء الصحي والنصائح الإرشادية خلال فترة تناول الطعام.